تتطلب إدارة الأعمال أكثر من مجرد إعطاء الأوامر وانتظار النتائج، فالمدير الكفوء يحافظ على فعالية فريق عمله عبر إيجاد المشاكل بشكلٍ مستمر والعمل على حلها، كما ويحافظ على إنتاجية فريق العمل عبر تحديد الأهداف بوضوح والحرص على إنشاء بيئة عمل إيجابية. إذا كنت تسعى للالتحاق بمجموعة المدراء الكفوئين، تذكر طرق الإدارة الخمس التي سنذكرها أدناه:

يحرص المدير الكفوء على أن يبقى على معرفة بكامل مستجدات العمل

يتجنب المدير الكفوء البقاء خارج إطار ما يحدث، بل العكس صحيح. فبدلاً من أن يمضي المدير وقته كله معزولاً في مكتبه، يقوم بالجهد المطلوب ويمضي وقته في مكان العمل، حيث يتحدث مع فريق عمله، زملائه ورؤساء الشركة.

يذكر أن بعض المدراء يقومون بتنظيم هذا التفاعل، حيث يحددون أوقات لمقابلة مختلف أعضاء فريق العمل، الرؤساء وغيرهم من الأفراد. في المقابل، نجد أن هناك نوع آخر من المدراء يعتمدون منهج غير رسمي في التفاعل مع الآخرين، وهو ما يسمى بـ "الإدارة عبر التجول". في كلتا الحالتين، يكمن الهدف في تجنب المشاكل قبل وقوعها، وذلك عبر فهم ما يحدث في الحقيقة في بيئة العمل. تجدر الإشارة إلى أنه يمكنك معرفة ما يحدث فعلاً في ما يخص مشاريعك الموكلة عبر موظفيك، حيث سيقولون لك ما الذي يدور بشكلٍ صحيح وما الذي يدور بشكلٍ خاطئ في تلك المشاريع. هذا ويمكنك معرفة ما يحدث في الشركة عبر زملائك في العمل والرؤساء، وبالتالي التوصل إلى معرفة الطرق التي تسمح لفريق عملك بالتكيف مع الأوضاع الجديدة.

يجد المدير الكفوء أفضل الموظفين ويسعى إلى تشجيعهم باستمرار

يتجنب بعض المدراء توظيف أو تشجيع الموظفين الكفوئين، خوفاً منهم من أن يشكلوا هؤلاء الأفراد أي خطر أو تهديد على منصبهم. ولكن حتى المفكرون الأكثر تهكماً، والذين يسعون دائماً إلى زيادة سلطة المرء، مثل ماكيافيلي، نصحوا بعدم القيام بمثل هذه الخطوات، فالقائد دون مجموعة كفوءة يمكنه إدارتها، لا يساوي شيئاً.

في الحقيقة، يحتاج المدراء إلى أفضل الموظفين، حتى يبنون فريق منتج وفعال، دون التضحية بالجودة. عندما يقدم فريق عملك أداءً ممتازاً، ينعكس الأمر على نفوذك في الشركة، وسيكون هناك احتمال ضئيل جداً بأن يحل مكانك أحد الموظفين، إلا في حال حصلت على ترقية أو اخترت وجهة عمل جديدة.

وإذا كنت محظوظاً، يمكن لأعضاء فريق العمل والذين يتمتعون بكفاءة عالية، التحول إلى زملائك في العمل، حيث سيصبحون مدراء ولهم فريق عمل خاص بهم. ويزيد هذا الأمر من نفوذك في بالشركة أيضاً، حيث ستساهم في بناء شبكة من الزملاء الناجحين.

يعامل المدير الكفوء المشاكل كأنها فرص جديدة

عندما يتم حل المشاكل بطريقةٍ مناسبة، تتحول الأخيرة إلى فرص للتغيير والتقدم. ففي الحقيقة، قد تكون مشكلة حقيقية بين شخصين فرصة لإعادة تنظيم فريق العمل مثلاً، بهدف زيادة الإنتاجية. قد تكون مشكلة في العمل فرصة في الحقيقة، لتزويد الإدارة العليا بأفكار مبتكرة جديدة وأخذ المخاطرة التي لم تكن واردة من قبل.

الأهم من ذلك كله هو الحرص على عدم تجنب المشاكل، حتى لا تتحول الأخيرة إلى مشاكل أكبر وأكثر تعقيداً.  ينبغي على المدير الكفوء مواجهة المشاكل مباشرةً أو سيخسر في المقابل الإدارة على فريق العمل، وذلك إما عبر تدني المعنويات والتمرد، أو عبر الصرف من العمل.

يتميز المدير الكفوء بقساوته ولكنه يحافظ دائماً على إنصاف الجميع

لا شك في أن قول "قاسي لكن منصف" هو قول قديم وشائعاً جداً، لكنه يبقى يمثل الطريقة الأفضل للمحافظة على الولاء والاحترام، والإنتاجية والفعالية في الوقت عينه. إن المدير الذي يكون سهلاً جداً مع موظفيه، يخسرون الاحترام في النهاية، ما يؤدي إلى بناء فريق عمل كسول وغير منتج. في المقابل، فإن المدير الذي يعتمد على القساوة الغاضبة يخلق في النهاية فريق عمل قلق ومتوتر، لا يعلم ما الذي عليه توقعه، ما يؤدي في النهاية إلى الامتعاض وفقدان الثقة.

من هنا، لا تسمح لموظفيك بأن يستغلونك سعياً منك لإسعادهم، بل حدد وطبق شروط واضحة وعبر عما الذي تتوقعه بشفافية، موضحاً بأنك لن تقبل بعملٍ ضعيف، أو غش وتضليل وقلة احترافية. في الحقيقة، سيحترمك فريق عملك من خلال الريادة التي تظهرها عندما يعلمون ما الذي تتوقعه وبأن الأهداف التي تضعها هي منصفة بالنسبة لهم. ولا تنسى أن تمدح بنجاح فريق العمل عندما تزيد الإنتاجية، فهذا يعطيهم شعور بأنهم بأمان في وظيفتهم.

يدير المدير الكفوء فريق العمل عبر التمثل بحاله أولاً

ساعد في تحديد توقعاتك لفريقك عبر الحرص على أن تكون مثالاً جيداً لنفسك قبل الغير. فبالرغم من أنك في موقع ذي سلطة، هذا لا يعني بأنه يمكنك أن تخسر وقتك كله وأنت تلتهي على يوتيوب وفيسبوك مثلاً. سيشعر الموظفون بخمولك عندما تطلب بعض الأعمال الصعبة، وسيقومون على الأغلب باتباع نمطك، حيث سيتجنبون العمل عندما لا تكون موجوداً.

من هنا، احرص دائماً على تقديم أفضل ما يمكنك، فبهذه الطريقة سيرى موظفيك ما المتوقع منهم وما الذي يمكن تحقيقه.

احرص على لبس ثياب جميلة، واحضر إلى العمل باكراً، وابدأ نشاطاتك بكل إيجابية وحزم. انقل طاقتك الإيجابية في الصباح إلى أعضاء فريقك، وتعامل مع مشاكلهم مباشرةً وقم بحثهم على تقديم أفضل ما يمكنهم. ابذل قصارى جهدك ليكون لفريقك قيمة ثمينة في الشركة لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة، وقم بتأمين مستقبل موظفيك ومستقبلك.

يصف مستشار الإدارة طويلة المدى، رودجير فولتن، القيادة بالقدرة على دمج عدد من المهارات في ذهنٍ واحد منظم. كن شخصاً يحترمه فريق العمل، وذلك عبر فهم ما يحدث، ما هي الطريقة الصحيحة للعمل، ما هو المتوقع منهم وما هي المشاكل التي ينبغي حلها. لا تنغمس في سلطتك، فترتد عليك بسوء الإدارة. استمر في تعلم الأمور الجديدة والتحسن، وتذكر ما قاله أندرو كارنيغي دائماً "إن الطريق الصحيح للنجاح في أي مجال يكمن في أن تجعل من نفسك سيد هذا المجال".