يعتقد جزء كبير من الأفراد، وخصوصاً في بداية مسيرتهم المهنية، أن الوظيفة لا توفر للمرء أبداً الاستقرار والمال، حيث أن الاعتقاد السائد بات يرى أن إطلاق عمل تجاري صغير هو ما سيسمح للمرء بالتحكم بحياته. ربما توصلت بدورك إلى الاستنتاج نفسه، لكنك ترددت في القيام بهذه الخطوة، نظراً لقلة خبرتك. ولكن لا تخشى القيام بذلك، إذ هناك دائماً طريقة لإنجاح مشروعك. تابع القراءة واكتشف الخطوات التي من شأنها السماح لك بإنجاح مشروعك:

  1. قم باختيار مجال عمل أنت ناجح فيه أصلاً

يتعلق أمر النجاح كصاحب عمل ناشئ بقدرتك على تطوير نقاط قوتك وتقليل نقاط ضعفك. وينبغي عليك اعتماد هذا النهج منذ البداية، منذ الإعلان على الفكرة والتركيز على المجال الذي تود الدخول فيه. على سبيل المثال، لا يمكنك التسجيل في مسابقة لتسلق الأشجار وأنت تخشى المرتفعات.

تذكر أيضاً أن تستفيد من الوقت كله لمعرفة نقاط قوتك وضعفك، فهو أمر مهم جداً. ابحث عن أمور يمكنك تنفيذها في الحقيقة وقم بمقارنتها بأمور تحبها، فبهذه الطريقة ستجد المجال الذي يمكنك النجاح فيه، بالرغم من قلة خبرتك.

  1. قم بقراءة السوق وتحليله

لا شك في أن قلة خبرتك تخفف من الخيارات التي تخولك الدخول إلى المجال الذي اخترته، غير أنه لا يمكنك بناء عمل ناشئ وانتظار النجاح دون القيام بأي شيء – لا بل العكس صحيح، أنت بحاجة لشيء مميز، لشيء يعطيك القوة الدافعة أو الزخم الذي يمهدك للنجاح.

ينبغي أن تتمحور الخطوة الثانية حول إيجاد هذا الأمر المميز والبدء بالأبحاث المطلوبة والبناء بحسب توجهات الأسواق. تجدر الإشارة إلى أن قراءة توجهات السوق لن تعلمك فقط بالوضع الحالي للمجال الذي دخلت فيه، يل يمكنها أيضاً إعلامك بتوجهها المستقبلي. ابحث عن مشاكل تحتاج لحلول، فهناك ستجد الفرص.

  1. ابدأ بالعمل بأقرب وقتٍ ممكن

لا تتعثر في محاولة معرفة الوقت المثالي لسحب الزناد. في الحقيقة، قد يعني نقص الخبرة ربما عدم تمكنك من تحديد اللحظة المثالية على أي حال. لذلك وبدلاً من البحث عن تلك اللحظة المثالية، ركز على تطوير نموذج عملي لمنتجك حتى تتمكن من البدء في الحصول على الاستجابة ورد فعل الجمهور.

يذكر أنه ليس على نموذجك أن يكون كاملاً وخالي من أي شائبة، ولكن عليه أن يكون جيداً بما يكفي ليقوم الأفراد بشرائه. هذا ويبعدك التركيز على هذا الأمر عن التأجيل ويدفعك للانتهاء من مشروع معيّن.

  1. أبقى منفتحاً وتفاعل مع متطلبات العميل

لن يكون المنتج الأول لشركتك الناشئة ما يريده المستهلكين بالتفصيل. إن تطوير المنتجات باستمرار هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى ما يبتغيه المستهلكون. وإذا كان الحظ حليفك، يمكنك الاكتفاء فقط بالأبحاث المستمرة، أما إذا لم يحالفك الحظ، فسيعني الأمر التركيز على شيء محدد وتطوير منتج جديد ينسجم بشكلٍ أكبر مع ما يريده الأفراد. الأهم من ذلك ألا تعلق تفكيرك بالنموذج الأول لمنتجك، فهو البداية فقط، الأمر الذي سيحفز نجاحك في الحقيقة هو الاستماع لما يريده عملائك.

  1. حدد الأسعار بطريقة صحيحة

إن الهدف الأساسي من عملك هو تحقيق الإيرادات والأرباح. وهذا لا يعني تطوير منتج يقوم الأفراد بشرائه، بل أيضاً تحديد السعر الصحيح له. ونادراً ما تتمكن الشركات من تحديد السعر الصحيح للمنتج، لذا لا تساوم على أنك ستستطيع تحقيق هذا الأمر. نعم، ستقوم باختبار أسعار مختلفة لمنتجك حتى تصل في النهاية إلى السعر الأفضل. ولكن تنبه، قد يكون هناك احتمال ألا تجد سعر بمستوى تطلعاتك والمستهلكين. في هذه الحالة، سوف يكون عليك اتخاذ قرار، أو إلغاء المشروع من أساسه وتجربة أمور أخرى.

  1. ركز على التسويق

إذا كانت فكرتك جيدة ووجدت أن هناك أفراد مستعدين لدفع الأموال لقاء الحصول عليها، يكون الشيء الوحيد الذي يسمح لشركتك من النمو والتطور يكمن في اكتشاف منتجك وعلامتك التجارية. عليك عرض فكرتك إذاً أمام أكبر قدر من الأفراد، وهنا يأتي دور التسويق، حيث ستحتاج إجمالاً لشيئين أساسيين هما الانتشار بكثافة واستخدام الإعلان المدفوع.

ويعتمد الانتشار بكثافة في بعض الأحيان على الحظ، ولكن يمكنك تحقيق هذا الأمر أيضاً عبر إنتاج محتوى ذي نوعية عالية، ما سيسمح بتدفق نشاطك. ولكن بما أنه لا يمكن الاعتماد على هذا الأمر فقط، عليك أيضاً استخدام الإعلانات المدفوعة. ومن شأن هذا الأمر عرض منتجاتك أمام السوق المستهدف، ما يزيد من الفرص التجارية.

  1. العثور على مُوَجّه – Mentor

في وقتٍ من الأوقات، يسعى كل محترف إلى الحصول على مُوَجّه، وأصحاب الأعمال الناشئة ليسوا استثناء في ذلك. فإذا كنت في حالة ضياع، وتشعر وكأنك لا تعلم بما تقوم به، ابحث عمن يمكنه مساعدتك وتوجيهك خلال هذه المحنة. سيقوم المُوَجّهون بتزويدك بنصائح قيمة لا تجدها على الإنترنت، كما وسيساعدونك في التعامل مع مشاكلك ومحنك.

في النهاية، لا تحتاج لخبرة حتى تطلق عمل صغير خاص بك، بل عليك القيام بالأمر بدقة وبوعي. من هنا، ينبغي عليك أن تكون أكثر حذراً وتنبهاً كونك لا تتمتع بالخبرة الكبيرة التي يمكنك الاعتماد عليها. تنبه ودقق بما تقوم به، وستكون بوضعٍ جيد.