لا شك في أنه لو كنا في القرن الماضي لكنا شهدنا على تسمية رجل الأعمال إيلون ماسك كرجل العصر. فمن الريادة في إطلاق برنامج "باي بالPaypal "، إلى تصويب قدراته نحو الفضاء الواسع، بات ماسك المولود في جنوب أفريقيا، مخترع ومستثمر ومهندس وإمبراطور في التجارة والأعمال. ولكن وفي صلب هذا العالم الذي أصبح له تخصص في كل شيء، يبدو وكأن مسيرة ماسك المهنية تتخطى أسس التركيز على تخصصٍ واحد، لصالح نظرة واسعة تستحق التشبه بها، وتشكل دراسة معمقة لرجال الأعمال الذين يسعون إلى اختراق المستقبل الخفي. ماذا يمكننا التعلم إذاً من قصة مسيرة إيلون ماسك المهنية؟

الطريقة الموثوقة لإرسال واستلام الأموال

حقق ماسك نجاحه الأول كما ذكرنا سابقاً، في عالم المال، حيث لاحظ بأن العالم بحاجة إلى وسيلة أفضل لنقل واستلام الأموال بين الأعمال والأفراد. وبالفعل، غير برنامج "باي بال" مفهوم إرسال واستلام الأموال. وفي العام 2002، عندما تم بيع البرنامج إلى "إي بايebay "، كان ماسك قد حقق من فكرته هذه 165 مليون دولار، وبعد استثمار الأموال التي حققها من تحويلات "باي بال"، لم يكتفي بهذا النجاح، بل وجه تركيزه نحو مشاريع من شأنها مساعدة كوكب الأرض.

الوصول إلى النجوم في"سبايس أكس SpaceX"

غير مكتفياً بحد تركيزه على كوكبنا فقط، نقل ماسك تركيزه نحو الفضاء وطور برنامج حصري خاص بهذا العالم. وبالفعل، سمحت ريادته في برنامج سبايس أكس بالتفكير بحدود واسعة جداً تتخطى الربح، وتدخل في صلب تحسين حياة كوكبنا. وفي هذا الإطار، قال ماسك: "هناك فرق شاسع بين فضاء يستضيف الأفراد ويستكشف النجوم، وبين كوكب نبقى متعلقين فيه إلى الأبد، إلى حين حصول حدث يؤدي إلى النهاية والانقراض."

"تيسلا Tesla": وسيلة نظيفة للسفر وبتكلفة مقبولة

التحق ماسك بشركة تسلا موتورز في العام 2004، بعد سنة من إطلاقها من قبل مارتن آبرهارد ومارك تاربينينغ، كرئيس مجلس إدارة الشركة، إلى حين وقوع أزمة 2008 الاقتصادية، حيث كان له دور بارز في استمرار الشركة. فتابع عن قرب كل أعمال الشركة يوماً بيوم. وقد وجه ماسك تركيزه نحو تطوير مركبة كهربائية للسوق في الولايات المتحدة، مع عرضها بسعر 35 ألف دولار للسوق الأمريكي. وتقديراً لرؤيته المتقدمة في صناعة قطار "باور تراين PowerTrain"، تم اعتباره هنري فورد الحديث.

وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن إنجازاته المذكورة أعلاه، لا بد من الإشارة إلى أن ماسك قيد تطوير مجموعة من البرامج والمشاريع الجديدة التي تشكل ثورة في إطار الطاقة الشمسية، وبهذا يكمل ماسك إنجازاته البيئية ويضيف إلى لائحته خدمة جديدة طورها للبشرية.

اتباع خطوات إيلون ماسك

تبلغ ثروة إيلون ماسك اليوم المليارات، ففي العام 2016، تم تقدير ثروته بـ 14.4 مليار دولار. في المقابل، تبقى حياته الرومنسية متخبطة: فهو مطلق مرتين، وقريباً سيطلق للمرة الثالثة، وقد تزوج من زوجته الثانية مرتين. من هنا، يمكننا ملاحظة أن إيلون إنسان مثلنا جميعاً، لكنه بعكسنا، يخاطر في أمور لا يقوى معظمنا على المخاطرة بها.

في النهاية، لمن يبحث عن نفحة إلهام ورغبة باتباع خطوات إيلون ماسك، عليكم معرفة أنه لا يجب حد النجاح بالربح والمال فقط، بل عليه أن يتوسع ويشمل أمور جديدة تفيد مجتمعات وربما تفيدنا جميعاً. وإذا نظرنا إلى التاريخ بتجرد، نلاحظ أنه لطالما كان أمر تحديد الحاجة وملئها، سمة مميزة للمفكرين ورجال الأعمال المبتكرين، وقد رفع ماسك هذا المبدأ لخدمة البشرية كلها.