هنيئاً لك! لقد حصلت على وظيفة أحلامك، وليس هناك أي شيء قد يقف عقبة أمام حماسك... إلا راتبٍ أدنى من الذي تخيلته! إن المرور بمرحلة المقابلات هو أمر مربك بالفعل، وعملية اثبات أنك ملائم لهذه الوظيفة هو إنجاز، ولكن الحصول في نهاية المطاف على عرض ذي راتب منخفض، لا يوازي في نهاية المطاف، كل الجهد الذي قمت به لتصل إلى هذه المرحلة. في حال كان العرض يجعلك تتردد حيال قبول الوظيفة أو عدم قبولها، قد لا تحتاج للمساومة. في الحقيقية، يمكنك تقديم عرض مضاد.

إن عملية تقديم عرض مضاد للعرض الأساسي أصبح من الأمور المتوقعة في عالم التجارة والأعمال، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الأفراد يعمدون إلى استغلال عملية التفاوض. فللبعض، قد تكون هذه العملية مريبة جداً. تتطلب عملية تقديم عرض مضاد في الحقيقة، خبرة ومعرفة معمقة. من هنا، وسواءً كنت مبتدئ أو تفتقد لخبرة التفاوض على راتبٍ يناسبك، ستجد أدناه خمس نصائح من شأنها مساعدتك في الحصول على الراتب الذي تريده.

كنعلىعلمبمتوسطمدخول مجال عملك في السوق

في كل مرة نذهب فيها لإجراء مقابلة عمل، نبني توقعات إيجابية جداً عن الراتب الذي قد يعرض علينا، لكن على الأغلب، نجد أنفسنا نحلم بالمستحيل وفي النهاية نحصل على عرض مختلف عن الذي كنا نتوقعه. إن توقع الحصول على راتب أعلى مما هو سائد في السوق لن يعود إليك بأي نفعٍ، لا بل العكس صحيح، سيجعلك تشعر بالإحباط في حال لم تحصل عليه. الخطوة الأولى التي عليك القيام بها قبل تقديم أي عرض مضاد، هو معرفة ما إذا كان الذي تطلبه مقبول وواقعي للوظيفة التي تقدمت إليها. فبالرغم من أن الراتب الذي عرض عليك كان أدنى من توقعاتك، هذا لا يعني بالضرورة أنه متدني بالنسبة للوظيفة الشاغرة المتاحة. قم ببحوث علمية تعطيك فكرة عن المدخول المتوقع للوظيفة، وبعد ذلك، فكر بما تستطيع القيام به إذا ما حصلت على هذه الوظيفة. إن الخبرة والقدرات الفريدة التي تتمتع بها والتي تميزك عن منافسيك، قد تساعدك بعض الشيء على تقديم عرض مضاد للراتب الأساسي.

لا تنسى الميزات الإضافية والتسهيلات التي حصلت عليها في عرضك الأساسي

 في حال كنت تفكر في تقديم عرضٍ مضاد للراتب المعروض عليك، عليك النظر أولاً إلى العرض بكامله، وليس فقط إلى الراتب. إذا حصلت في العرض الأساسي على تسهيلاتٍ قيّمة مثلاً، قد لا تكون بحاجة إلى تقديم عرض مضاد بهدف الحصول على راتب أعلى. من جهة أخرى، إذا لم يكن العرض يتضمن تسهيلات عدة، ستكون إذاً بحاجة لراتب أعلى. تجدر الإشارة إلى أن بعض التسهيلات، مثل نفقات الرعاية الصحية أو غيرها، قد تقلل من تكاليفك الشهرية بشكل كبير.

من هنا، إذا كان مديرك الجديد يعرض عليك رعاية صحية أو تسهيلات أخرى قد تخفف من نفقاتك، احتسب هذا الأمر في تحضيرك للعرض المضاد، وتذكر أنه يمكنك استخدام عدم توفير مثل هذه الأمور كوسيلة للحصول على راتب أعلى. وفي نهاية المطاف، إذا لم يكن من الممكن رفع الراتب أبداً، يمكنك التفاوض للحصول على عدد أكبر من أيام الإجازة أو مرونة في ساعات العمل.

تفاوض على أساس إنجازاتك المهنية وليس على أساس احتياجاتك الخاصة

عندما تحاول إقناع مدير محتمل بأنك بحاجة إلى المزيد من المال، قد تميل إلى التحدث عن قروضك، ومدفوعات سيارتك وتكاليف المنزل وغيرها. وفيما قد تكون الفواتير الكثيرة سبب وجيه لطلب راتب أعلى، فهذا الأمر لن يحقق تفاوض ناجح. في حال كنت تتحضر للقيام بتفاوض ناجح، عليك إثبات ما يجعلك تستحق صراحةً راتب أعلى. ويمكن تحقيق ذلك عبر عرض إنجازاتك المهنية على مديرك والقيمة المضافة التي يمكنك توفيرها إلى الشركة الجديدة. سلط الضوء على أن كيف يمكن للراتب الأعلى أن يحفزك على إتمام العمل بطريقة ممتازة، وتجنب التركيز على نفسك. تذكر أن تقوم بتحديد بعض النقاط الأساسية التي من شأنها مساندتك في الحصول على راتب أعلى، قبل الشروع إلى التفاوض. إن التحضير المسبق سيعطيك الثقة التي تحتاجها للتحدث عن إنجازاتك.

تجنب الظهور بأنك شخص متطلب

 بالطبع تحتاج عملية تقديم عرضٍ مضاد لثقةٍ عالية، ولكن يجب ألا تظهر بأنك متطلب أو متغطرس. ففي الوقت الذي قد تتوقع فيه الشركة بأنك ستقدم عرض مضاد للراتب، يجب ألا تلعب دور الموظف الصعب. قم بتقديم عرضك بناء على قدراتك وخبرتك، واستمع جيداً لما يقوله مديرك المحتمل في حال لم يوافق فوراً على طلبك.

ففي حال كان لديه بعض التحفظات أو لا يمكنه رفع الراتب، كونه مقيّد بموازنة محددة، ليس هناك إذاً أي جدوى من متابعة التفاوض، فهو لا يستطيع تحمل مثل هذا العبء. وفي الوقت نفسه، إبقى متنبهاً للتفاصيل، فإذا كانت الشركة تقدم راتب أدنى من السائد في السوق أو تكلفك بأعمالٍ تزيد عن قدرتك، فهذه قد تكون إشارات بأنك لن تكون سعيداً في العمل لصالح هذه الشركة.

كن جاهزاً لأي نتيجة

 نتمنى جميعنا الحصول على قدرات تفاوض لا تتيح المجال أمام رفض ما نطلبه. ولكن، عليك أن تعلم أنه من المستحيل أن يتم قبول كل عروضك المضادة للحصول على راتب أعلى. من هنا، وقبل الشروع إلى أي عملية تفاوض، عليك معرفة ما ستقوم به في حال لم يتم زيادة راتبك. في حال نجحت وحصلت على مرادك، طالب بالحصول على كل المستندات قبل الشروع إلى التوقيع. تأكد من أن ما ورد في الاتفاق الجديد يناسب متطلباتك ويعكس ما تم الاتفاق عليه. في المقابل، وفي حال لم تنجح عمليّة التفاوض، قم بالانسحاب من الاجتماع واحرص على إعطاء إشارة بأنك لن تقبل الوظيفة إذا لم تحصل على طلبك بزيادة الراتب. وفي الوقت الذي لا تحبذ فيه فكرة العودة إلى إجراء المقابلات، فإن القبول بوظيفة براتب متدني يعني بالطبع بأنك لن تكون سعيداً.

وبغض النظر عما قد يحصل، ارسل دائماً للمدير رسالة شكر. في حال وافقت على العرض، قم بإرسال رسالة تظهر حماسك للوظيفة، وفي حال لم توافق على العرض، قم بشكره على تخصيصه بعض الوقت لمقابلتك.

 في النهاية، إذا كنت تحضر لعرض مضاد يتعلق بالراتب، تذكر النصائح المذكورة أعلاه دائماً. ومع تخطيط صحيح وأسلوب إيجابي، لا بد منك النجاح في عملية التفاوض، وبالتالي الحصول على مرادك.