بدأت السنة الجديدة، ويبدو للكثيرين أن الوقت قد تأخر للتخطيط للسنة الجارية وتحديد أبرز الأهداف، غير أن هذا الأمر غير صحيح، فلا يزال العام الجديد في بدايته، ولديك كل الوقت للعمل على هذه المهمة.

وبقدر ما يكون من المشوق التخطيط للسنة وتحديد أبرز أهدافنا، إلا أنه من الممكن أن تكون هذه العملية شاقة حقيقةً، تحتاج إلى الكثير من الدقة والتفكير، لكنها في الوقت نفسه، ستتركك بحالٍ من الشجاعة والترقب، بخاصةٍ عند التفكير بما ستشعره عند تحقيقها، وبحالٍ من التوتر أيضاً.

إذا كنت تسعى إلى زيادة تحفيزك والتقليل من التوتر الذي قد يعيق طريقك، عليك إذاً التخطيط بالطرق الصحيحة:

الخطوة 1: حدد الأهداف النهائية التي تود الوصول إليها

من المفترض أن تكون على علمٍ سابق بالأهداف التي تود الوصول إليها، وإذا لم تكن هذه الحالة، فآن الوقت للقيام بهذا الأمر. يجب عليك القيام بالتخطيط للسنة الجارية بطريقةٍ تساعدك على تحقيق أهدافك النهائية، كلما تقدمت بالعمر.

وكلما خططت أبكر، كلما لن تحتاج لتحديد أهدافٍ معيّنة، المهم هو أن تركز على تحديد أهداف نهائية تمثل تحدياً بالنسبة لك وتبقيك محفزاً، ولكن لا تضيع وقتك وأنت تحاول تحديد   أهداف مفصلة، فطالما خططت بالطرق الصحيحة، ستسير بالاتجاه الصحيح وتحدد التفاصيل حين يأتي الوقت المناسب لكلّ خطوةٍ جديدة من خطتك.

الخطوة 2: أضف المؤكد والبديهي

بعد تطوير مسار خطتك، عليك التفكير بالأحداث التي قد تتحقق من الآن حتى نهاية هذه السنة. دوّن كل التزاماتك، حتى تعرض كل ما هو ثابت على مرّ السنة.

فكر في إذا ما كانت إحدى هذه الأحداث تبعدك عن مسارك الذي أنشأته، ودوّن تلك التي قد تستخدمها في الخطوة المقبلة.

الخطوة 3: املأ الفراغ

التخطيط للسنة مزيج بين الفن والعلم. وبالرغم من روعة التخطيط لكل حدثٍ والتأكد من النتائج التي ستنجم عنه، فهذا الأمر شبه مستحيل لأن الحياة لا تسير بهذا الشكل! قد يأتي بعض الأوقات حيث ستضربك الحياة بكراتها الثقيلة، وكل ما عليك القيام به هو الاستجابة. إن إفساح المجال للتصرف بعفوية هو أمر ضروري لأي خطةٍ تضعها لنفسك. وبدلاً من التفكير بطرق التخطيط لكل شيء، فكر مرة ثانية بمسارك نحو أهدافك النهائية. اترك الأمور بسيطة وصغيرة، وركز فقط على ما سيعطيك الثقة بأنك لا زلت على الطريق الصحيح. قم بتحديد هذه النقاط من وقتٍ إلى آخر خلال السنة، ما يسمح لك بمتابعة مسار تقدمك.

بعد ذلك، قم بالتفكير بالأحداث التي وضعتها في الخطوة السابقة. فكر بما عليك القيام به وتأكد من أنها لا تؤثر على مسارك. هل ستحتاج لزيادة بعض الوقت الإضافي حتى تنهي أمورك بعد إجازة الصيف؟ هل تحتاج لبعض الوقت الخالي وذلك لأنك تنتظر حدثاً مهم؟ وبالرغم من حقيقة أنه لا يمكنك التخطيط لكل شيء، يمكنك على الأقل التخطيط لأهدافك الثابتة.

الخطوة 4: تأكد من أنك على المسار الصحيح

إن الخطوة الأخيرة بسيطة جداً، كلّ ما عليك القيام به هو التأكد من أنك على الطريق الصحيح، فلديك قدرة على رؤية المستقبل القريب وتوقعه أكثر من المستقبل البعيد، ما يعني أنّه بإمكانك التخطيط لبعض أهدافك القريبة المدى بالتفصيل، أكثر من تلك البعيدة المدى.

قم بالتفكير بإنجازاتٍ يمكنك تحقيقها خلال الشهر المقبل، والتي تبقيك على المسار الصحيح وتقربك من أهدافك الكبيرة العامة، والأهم من ذلك، هو أن تتمتع بالمرونة الكافية حتى تتفاعل مع أي تغييرٍ قد يحصل معك. تسمح لك الإنجازات الصغيرة بالاطلاع على سير تقدمك وربط أعمالك الحالية بأهدافك النهائية، ما يجعلك تتمتع بالتحفيز اللازم والسيطرة على زمام الأمور.

ابقي ثابتاً في أهدافك

إن التقيد بالخطوات الأربع المذكورة أعلاه هي كافية للتخطيط لسنتك كلها، فهي تسمح لك بالتوصل إلى معرفة أهدافك النهائية، رسم الطريق نحو تحقيقها وتطوير خطة قصيرة المدى حتى تتعامل مع كل العقبات التي قد تواجهك وتبقى على الطريق الصحيح.

في النهاية، إن مفتاح الوصول إلى هذه الأهداف هو الثبات. تأكد دائماً من أنك على الطريق الصحيح، وذلك عبر ربط أعمال اليوم بأهداف الغد، ومن المؤكد أن أحداث غير متوقعة ستعثر أو تعقد خطواتك، ولكن إذا كنت ثابتاً في أهدافك، تبقى ملتزماً بما عهدته لنفسك، وبالأخير، تصل إلى كل أهدافك التي ثابرت لتحقيقها خطوة بخطوة.