جاءت اللحظة التي يخشى منها المرء، سمعت الكلمات التي تجعلك تشعر وكأنك تعيش في كابوسٍ حقيقي، ففي منتصف يومك أتى المدير ليعلمك بأنك "مفصول". كردةٍ فعلٍ أولى وطبيعية، شعرت بالهلع، فلديك الكثير من المصاريف التي يجب عليك تسديدها، ناهيك عن مصاريف العائلة والبيت، فكيف ستتحمل تكلفة كل هذا دون الحصول على راتبٍ شهري يعيلك؟ في الحقيقة، إن خسارة الوظيفة ليست نهاية العالم، وهناك في المقابل، أسبابٍ عدة تحول هذه المشكلة إلى أمرٍ إيجابي.

إعادة اختبار حياتك

بالرغم من أن الصرف من العمل هو من الأمور التي تحمل الكثير من المخاطرة على نوعية الحياة التي تعيشها، فهو يسمح لك بإعادة اكتشاف نفسك كإنسان. لذا، استفد من هذا الوقت الحر لإعادة تقييم حياتك واكتشاف ما الذي تريد تحقيقه بالفعل، والتخطيط بدقة للوصول إليه. وإذا لاحظت بأن عملك الذي صرفت منه جعلك إنساناً محبطاً، قم بإيجاد مسيرة عمل جديدة ومنعشة، تسمح لك بخوض تجربة حياة أكثر تشويقاً.

اكتشاف احتياجاتك بالفعل

ليس هناك أي شيء قد يجعلك تقف لبرهة وتفكر بما تحتاجه بالفعل. راقب انفاقاتك والغِ كل تلك التي تصنفها بغير الضرورية، فإذا كنت مثلي مثلاً، لديك عادة الذهاب إلى ستاربكس أقله مرة في اليوم، أو في حال كنت مدخناً أو تتمتع بالذهاب في كل ليلةٍ مثلاً إلى مطعمٍ فخم للعشاء، فهذه نفقات سوف تحتاج إلى التوقف عنها ربما لفترةٍ من الوقت. كن مبدعاً واعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي بحيث يمكنك تلبية احتياجاتك الأساسية دون الحاجة إلى إنفاق المزيد من المال. وبهذا سوف تتعلم طرق توفير المال، كما وستتمكن من الاستفادة من هذه المهارات الجديدة لبقية حياتك.

خفض التوتر النفسي

في حال كنت في عمل يتسبب لك بالضغط النفسي، فهذا هو الوقت المناسب لترتاح قليلاً وتتمتع براحة البال، قبل البدء بمسيرة مهنية جديدة. وفي الحقيقة، من المهم جداً، عند البحث عن وظيفة جديدة، أن تكون مرتاحاً وهادئاً، حتى لا تتخذ قراراتك بسرعةٍ وتحت الضغط وتدفع ثمن هذا الخطأ في المستقبل. إن خسارة عملٍ ما هو أقل ضغطاً من الذهاب إلى عملٍ تكرهه، يتسبب بإحباطك ويجعلك تشعر بالتوتر. خذ بعض الوقت لجمع أفكارك وتحسين صحتك النفسية بخاصةٍ حتى تصبح جاهزاً للعمل المقبل. ولسخرية القدر، قد تجد في هذا الوقت بأنك أقل توتراً وأكثر تركيزاً على الأمور التي تود تحقيقها.

العمل على تحقيق الأهداف

والآن وبما أنه أصبح لديك بعض الوقت الإضافي لك، ركز على تحديد أهداف يمكنك تحقيقها في المستقبل. ففوضى ومتطلبات العمل قد تلهي الفرد عما يريده في هذه الحياة. خذ كل ما تحتاجه من الوقت لتحديد أهدافك والتخطيط لتحقيقها، وقد ينتهي الأمر وأنت تشعر بأنك أفضل بكثير مما كنت عليه في الوقت الذي كنت لا تزال فيه في وظيفتك.

إعادة التواصل مع الآخرين

إن الحياة مليئة بالمشاغل، ومن الصعب جداً أن تبقى على تواصلٍ بالأفراد الذين تهتم لأمرهم بالفعل، وأنت تتخبط بين متطلبات الحياة المهنية. من هنا، استفد من هذه الفرصة وتواصل مجدداً مع أفرادٍ لم تتواصل معهم منذ وقتٍ. ومن يعلم؟ فقد تحصل على بعض الفرص المهنية في هذا السياق. المهم ألا تشعر بالخجل أبداً من أنك خسرت وظيفتك، لا بل بالعكس، اعلم الجميع بالأمر حتى يساعدونك في الحصول على الوظيفة التي تطمح إليها. اسمح للآخرين بتشجيعك في حال كنت تشعر بالإحباط.

تثقيف نفسك

إن العالم مليء بالأمور الجديدة التي يمكنك تعلمها، وفيما تبحث عن وظيفة جديدة، استفد وثقف نفسك في مواضيع تثير اهتمامك، فإذا كنت تخطط للدخول إلى قطاع جديد عليك، اجرِ البحوث والدراسات اللازمة، حتى تجد إجاباتك. وفي حال لم تكن قادراً على تحمل تكاليف درسٍ معين، ابحث عن دروسٍ مجانية تقدم في معاهد محلية صغيرة أو على الإنترنت واستفد منها. وبهذا ستدخل إلى عملك الجديد وأنت مفعم بالمعلومات الغنية.

إغناءوقتكبأمورٍتثيراهتمامك

إذا كان لديك بعض المشاريع العالقة في المنزل، أو هواية كنت قد تلتف نحو تحقيقها لسنواتٍ، فهذا هو الوقت المثالي للقيام بها. بهذا يمكنك إلهاء نفسك لفترة من الوقت والافتخار بإنجازاتك. تذكر، فبعض الأفكار الممتازة قد تأتي عندما لا تفكر فيها، وبهذا من الممكن أن تخطط لخطواتك المقبلة دون حتى التفكير بالأمر.

تقدير حياتك

في الوقت الذي تبحث فيه عن عمل، خذ بعض الوقت لتقدير الأمور الصغيرة في الحياة، فبهذا تحصل على مفهوم أفضل لما يحصل في المجتمع في الوقت الذي تكون فيه في العمل، لتغني معرفتك بعد ذلك. شارك في المجتمعات المختلفة، قم ببعض العمل التطوعي حتى تنمي قدراتك الاجتماعية. وإذا كنت تحب البحر والنشاطات الخارجية مثلاً، اذهب للمشي أو لنزهة واكتشف ما يخبئه العالم لك.

في النهاية، أن يصرف المرء من عمله يحصل لأفضل الأفراد، لذا يجب ألا يسيطر عليك هذا الأمر ويجعلك تشعر بالإحباط. وبدلاً من الهلع، استفد من الوقت وحول هذه المشكلة إلى أمرٍ إيجابي، ففي مثل هذه الأوقات، يمكنك إعادة تنظيم حياتك والتحضير لمستقبلٍ أجمل ومسيرة مهنية مثيرة.