كثيرون هم الذين يؤكدون أن طرق إدارة الأعمال لا يمكن حصرها في نوع معين أو نمط واحد، وهذا ما يشهد عليه من يشارك في اي ندوة حول إدارة الأعمال أو يقرأ كتاب عن الموضوع. تختلف طرق إدارة الأعمال ويبقى من المهم تجنب تلك التي لا تعود بأي فائدة، ولكن الأمر لا يتوقف هنا، إذ من المهم جداً أيضاً فهم الطرق الأخرى الفعالة حتى يتم تطبيقها بالطرق الصحيحة والاستفادة منها إلى أقصى الحدود.

وبغض النظر عن القطاع الذي تعمل فيه أو عدد الموظفين الذي تضمنه شركتك، تبقى طريقة تعاملك معهم العامل الأهم الذي يساهم بقوة في نجاح عملك. وفي حين أن الأنماط الأربعة التي ستجدها أدناه في هذا المقال، تختلف عن بعضها البعض، تبقى عناصرها كلها موجودة في أهم شركات العالم وأكثرها نجاحاً. إن التعرف على ميزات كل نمط من الأربعة سيساعدك على تكوين مفهوماً شاملاً عما سينجح ولن ينجح في عملك.

الإدارة الحازمة

غالباً ما يكون المدير الحازم خبير حقيقي في قطاع عمله، حيث يمكنه إعطاء توجيهات واضحة ومفيدة لفريق عمله وفعالة على المدى الطويل. ويعتبر هذا النوع من المدراء بالصارم في أغلب الأوقات، غير أنه يعتبر عادلاً في الوقت نفسه، وذلك لأن عند اعتماد هذا النمط، يستخدم المدير وسيلة الإقناع والتعليقات على الأداء لتشجيع الموظف على المثابرة والتقدم. وفي حين يعتبر هذا النمط ممتازاً في الحالات التي تتطلب مستوى عالي من التوحيد والمتابعة الشخصية من خلال المهام الفردية. تعتبر الإدارة الحازمة فعالة فقط عندما يكون الفرد الذي يستخدمها جديراً بالثقة ويحمل قدراً كبيراً من المصداقية تجاه الموظفين الذين يعملون معه.

الإدارة ضمن مجموعة

وغالباً ما ترتب هذه العملية الأفراد بحسب الواجبات التي تم توكيلهم بها. وتكمن أهداف هذه الطريقة ليس فقط في تعزيز العلاقات الناجحة بين الموظفين، بل أيضاً بين الموظفين والمدراء. إن حل النزاعات وتجنبها بقدر الإمكان تعتبر من أساسيات هذا النمط. أما الهدف المرجو منه فهو أن يتم بناء فريق عمل متواقت يعمل بطريقة متناغمة ومتكاملة. ويمكن القول إن هذا النوع من القيادة يعتمد على حس الانتماء، لذا قد يفشل في تحقيق أفضل النتائج عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأداء الضعيف أو السيء، أو عند التعامل مع أزمة فورية ومفاجئة في مكان العمل.

الإدارة وفق معايير محددة

ويعتبر هذا النمط من الإدارة مفيد جداً عندما يسعى المدير إلى تحقيق نتائج سريعة والتي يتم تنفيذها من قبل مدير يتمتع بمستوى أدائي مرتفع جداً. إن التوجيه عبر إعطاء الأمثلة الحية هو ما يميز هذا النمط وإذا ما تم دمجه بفريق عمل نشيط ومؤهل، فإن الأمر قد يحقق نتائج ممتازة. ولكن وفي المقابل، يحمل هذا النمط من الإدارة بعض السلبيات، حيث يكون من الصعب دمج موظفين جدد في فريق العمل، كما وقد يفتقر فريق العمل إلى التشجيع وذلك نظراً لعدم توفر الوقت الكافي للمدير للتواصل والتعليق على أداء الموظف وتوجيهه بطريقة صحيحة.

الإدارة الموجهة

إن الإدارة عبر التوجيه تعتمد على التحكم القريب بأداء الموظفين، حيث يتم استخدام التعليقات والشعارات الكبيرة كمصدر للتشجيع. ويعتبر هذا النوع من الإدارة مفيداً عندما تكون طبيعة العمل خطرة ودقيقة، كما في القطاع العسكري على سبيل المثال وتتطلب التزاماً كاملاً من قبل المنخرطين فيه. في المقابل، تعتبر هذه الطريقة أقل إفادة في بيئة عمل متنوعة بموظفيها. يجب ان يتمتع الفرد الذي يستخدمها بالكفاءة العالية والمعرفة المطلوبة. ومن شأن الموظفين الجدد أو الأقل كفاءة التعلم بوتيرة بطيئة عندما تكون بيئة العمل قاسية. في المقابل، من شأن الموظفين الذين يتمتعون بقدرات وكفاءة عالية الاستجابة لهذا الأداء بالاستياء والشعور بالإحباط.

من الواضح إذاً أن هذه الطرق المتنوعة من الإدارة مفيدة في بعض الحالات وغير فعالة في البعض الآخر، لذا يكون من المفضل دمج ميزاتها كلها قبل اعتمادها، بدلاً من تطبيق نمط واحد معين. يذكر أنه لا يوجد طريقة مفضلة للإدارة ولكن كل نمط سينجح إذا أعطيت أهمية لعلاقاتك مع موظفيك الذين هم العنصر الأهم في نجاح عملك.