دائماً ما يشكل الدخل الفردي المعروف ’بالمعاش الشهري‘ سلسلة نقاشات لا تنتهي، حيث يرى الموظف أنه يستحق أكثر مما يجنيه. في الحقيقة، إذا كنت ترى بأنك تستحق علاوة في الدخل لأنك تريد أن تسجل أطفالك في مدرسة أفضل أو لأن ايجار بيتك ارتفع، فإنك تعرض نفسك لسلسلة من الخيبات، نظراً لأن صاحب العمل يوفر عندما لا يدفع لك اكثر مما تستحقه. وفيما يجب على دخلك الإرتفاع تدريجياً مع خبرتك، فإن عدد الساعات التي تقضيها في العمل لا تكفل الدخل الأعلى. من هنا وقبل أن تبدأ بالشكوى من قلة التقدم في عملك أو من الدخل المنخفض الذي تقتضيه من عملك، والذي غالباً ما تلوم المدير عليه، فكر بما سأقدمه من أسباب قد تمنعك من الوصول إلى تحقيق الراتب الذي تسعى إليه:
  • يقتصر عملك على ما هو مطلوب منك فحسب. ففي الوقت الذي تعتقد فيه أن الذهاب إلى العمل كل يوم والإلتزام بواجباتك قد يحقق لك العلاوة التي تبتغيها، فإنك على خطأ، كون الادارة ترى أنها تدفع بالأصل لهذه الواجبات العملية اليومية. إذا كنت فعلاً تريد تحقيق المزيد من المال، عليك التفكير بطريقة تجعلك تتميز عن غيرك وتزيد من شأنك وأهميتك في العمل. إن الخبرة هي بداية جديدة، غير أنه عليك العمل على تطوير قدراتك بشكلٍ دائم. تذكر، كلما زادت خبرتك، سيزيد الطلب على قدراتك ما سيؤدي إلى تحقيق علاوة في الدخل وفرص عمل أفضل.
  • تعكس في عملك تصرف سلبي. وهذا أمر مهم جداً، فإذا كان التقليل من احترام الغير او التهكم والسخرية من أطباعك في العمل، لا تفكر بالعلاوة أبداً، وحتى لو كنت الأكثر كفاءة في العمل أو ضمن مجموعة عملك، وذلك لأن التصرف بطريقة غير احترافية سيزعج كل من يعمل معك. تذكر أنه حتى لو كان العمل صعباً أو كان المدير يتصرف بطريقة تزعجك، فلا أحد يريد أن يسمع عن هذه المشاكل يومياً. وباختصار، إذا لا يمكنك المساهمة لحل أي من المشاكل التي تزعجك، اعتمد الصمت.
  • لا تقوم بأي تضحية من أجل عملك. فإذا كنت من الأفراد الذين يغادرون مكان العمل في اللحظة التي ينتهي فيها دوام عملهم، بغض النظر عن الموعد النهائي لإنهاء مشروع ما وتكدس الأعمال، فلا تسأل حتى عن هذه العلاوة. ففيما عدد ساعات العمل لا تعني العلاوة الأكيدة، فإنها تساهم بالطبع بإعطائك الأفضلية عند ظهور الفرصة.
  • لم تطور قدراتك، فهذا الأمر أساسي جداً، كون القدرة على التنوع والتغيير هي التي تؤمن عمل دائم وثابت. تجدر الإشارة هنا إلى أنه حتى ولو كنت خبيراً في عملك لعشر سنوات، إذا لم تقم بتدريب نفسك وتنمية معرفتك وتطويرها لتتناسب مع قطاع عملك، فستتحول قدراتك إلى لا شيء، ما سيبعدك عن الحصول على علاوة، كما وسيعرضك إلى خطر الصرف من الخدمة أيضاً.
  • إمكانية الإتكال عليك، وهنا يجب أن تفكر دائماً بالمصلحة العليا للعمل ومصلحة صاحب العمل والادارة، فإنهم كسائر أفراد الناس، يقيمون الثقة والروح المستقلة، ما سيحقق النجاح وبالتالي يزيد من فرصك في الوصول الى اهدافك.
  • لا تعطي أهمية للتفاصيل. فحتى لو كان المدير يبحث عن موظف يفهم الفكرة العامة، إن الأمر لا يعني في الحقيقة، غض النظر عن التفاصيل. فإن الأخطاء الإملائية في العروض والاعلانات على سبيل المثال، تبقى في الذاكرة حتى لو كانت أخطاء صغيرة. احرص دائماً على مراجعة عملك والتدقيق فيه قبل إرساله، لأن هذه التفاصيل الصغيرة هي السلاح الأقوى الذي يمنعك من الحصول على علاوة.
  • لست صبوراً ومفتعل للمشاكل. حتى لو كان زملاؤك في العمل يقضون بعض الوقت في اللهو والتحدث على الهاتف، لا تقوم بالوشي عليهم، الادارة الجيدة تعرف، وأصحاب العمل غالباً ما لا يقيمون مثل هؤلاء الأفراد وبالتالي لا يكرمونهم بعلاوة. من هنا، تخلى عن اعتقاداتك الشخصية وكن مساند لفريقك، اعمل على التغيير من الداخل لأن الأمر قد يرتد سلبياً عليك.
في النهاية، إن الحصول على العلاوة لا يتعلق فقط باتخاذ القرارات الصحيحة والابتعاد عن كل خطأ. على سبيل المثال، إذا كان صاحب العمل في مرحلة يخسر فيها المال، فلن يكون هناك أي علاوة بالتأكيد. في نهاية المطاف، يتعلق هذا الأمر بالظروف الإجمالية، غير أن عملك الجاد ومثابرتك الدائمة وتطور أدائك قد يزيد من فرص تحقيق هذا الأمر. لذا لا تنظر دائماً إلى الأمور السلبية الصغيرة بل كن منفتحاً على كل فرصة قد تأتي إليك. من هنا، انظر إلى عملك كتجارة، و اعمل لنفسك ولا تعمل للعلاوة، فهكذا تحقق النجاح لنفسك وبالتالي تصبح أقرب من العلاوة.