يعمل كل مكتبٍ بأفضل حال حينما تسير كل الأمور على ما يرام، ولكن هل يوجد فعلاً مكاتب ليس فيها أي مشاكل داخلية؟

ستصطدم الطباع والأفكار والتحفيزات المختلفة مع بعضها البعض دائماً. ستنشأ المشاكل بين الموظفين بشكلٍ دائم أو تنضج على خلاف ذلك تحت الطاولة. وبغض النظر عن الطريقة التي تقوم فيها بإدارة الموقف، فإن التفاعلات المباشرة في العمل ستخلق التوتر دون أي شك، والاصطدام في النهاية وبكل أشكاله، يشكل جزء من تصرف الإنسان.

لحسن الحظ، يمكن السيطرة على حدة التوتر في العمل. ففي الحقيقة، يمكنك منع تحول مكتبك إلى حفرة أفاعي عبر احترام المساحة الشخصية لكل فردٍ، الابتعاد عن النميمة ورفض السلبية.

احترام المساحة الشخصية

قد يكون من السهل التحدث عن المساحة الشخصية، ولكن يتطلب أمر إعطاء كل فرد مساحته الشخصية أكثر من ذلك. فيبقى من المهم طبعاً إعطاء الأهمية لمساحتك الشخصية، ولكن لتقليل التوتر والدراما في العمل، تحتاج إلى النظر إلى ما هو أعمق من الظاهر وتجاوز الاختلافات.

إن البقاء على بعدٍ معين سيوصلك في النهاية إلى مكانٍ ما، ولكنه وحده لن يوقف الأحكام السابقة في مكان العمل. يجب التشجيع على الالتزام بإعطاء بعض المساحة للموظفين، لكن هذا الأمر لن يوقف وحده من بروز الانطباعات الخاطئة في العمل. من هنا، عليك إفساح بعض المجال أمام "المراوغات"، وذلك بهدف تنمية بيئة عمل جميلة ومريحة للجميع.

في هذا الإطار، تقبل الفردية، وغض النظر أو تجاهل الخواص التي لا تؤثر على عملك: يجب ألا يؤثر لون قبعة الفرد مثلاً على نظرتك إليه كزميلٍ في العمل؛ كما ويجب ألا تؤثر آراءه السياسة أو الفريق الذي يشجعه في الرياضة على قيمته في الشركة، أو ما يمثله بالنسبة للشركة. وحتى في الحالات التي يجب التوافق فيها لدعم نشاط فريق العمل، فإن تقبل تفرد الشخص الآخر غالباً ما سيجعل التعاون ممكناً.

الابتعادعنالنميمة

لا تفيد النميمة أبداً. فهي تحطم العلاقات، تزعزع الثقة وتنشر الاستياء والتوتر بين الأفراد. لا تعود النميمة بالفائدة على أحد وتجعل الجميع يظهر بالسوء. في العمل، تمنع النميمة المشاركة وتقتل الإنتاجية.

لا أحد يربح عبر النميمة، لذا ابقى بعيداً عنها. لا تتقبلها ولا تشجع عليها. لا تكن سبباً في خلقها أو نشرها. وبالطبع، يكون من شبه المستحيل منع زملائك من القيام بذلك، لذا ابدأ بنفسك وركز على عدم ممارستها ولا تغوص فيها. خذ هذه الإشاعة، هذا الادعاء، ضعه في جارور واقفل عليه ومن ثم قم برمي المفتاح.

رفض السلبية

تفرض السلبية على الأفراد العمل بحذر وبشك. وبالفعل، تحد السلبية من الابتكار، وتكسر الثقة، وتجبر الجميع على البقاء محدودين ضمن منطقة الراحة الخاصة بهم. وفي البيئة حيث تزداد السلبية، يزدهر الخوف وعدم اليقين، ويسيطر التقصير في الأداء والفشل.

في هذا الإطار، تعتبر بيئة العمل السلبية بيئة حاضنة للدراما، للتوتر والمشاكل. لا تسمح للسلبية بالسيطرة عليك. تقبل الأخبار السيئة بكل ترحيب، وتقبل النقد بتواضع. اعتبر المشاكل كتحدي بالنسبة لك، والإخفاقات كضرورات عليك مواجهتها وأنت في طريقك نحو النجاح. وفيما يبقى من المهم رؤية الأمور كما هي، فالاهتمام بالسلبيات فقط سيشدك نحو الهبوط والفشل. ليس على كوبك أن يكون نصف فارغاً بشكلٍ دائم.

نهاية، لا شك في أن مهمة تخفيف التوتر في العمل تتطلب الجهد والالتزام. من هنا، عليك البحث عن إشارات تدل على إمكانية حصول مشكلة والعمل على التقليل من تأثيرها. تذكر أن السلبية والنميمة وعدم إظهار الاحترام ينتمون إلى السلة نفسها التي تؤدي نهايةً إلى الفشل. فعدم الاحترام قد يؤدي إلى النميمة، والنميمة يمكنها التحول إلى جو سلبي. السلبية قد تنمي النميمة، ما قد يحفز عدم الاحترام. إذا كنت تريد حقاً التقليل من الدراما أثناء العمل، تحتاج إلى النظر في نهج شامل للحد من الصراعات الداخلية.