لا يمكن لأي شركة صغيرة، بغض النظر عن منتجاتها، التطور إذا لم تكن قادرة على العمل والتكيّف مع الشركات الكبيرة، فلا يهم كيف تبيع منتجاتها أو لمن – فالشركات الكبيرة ستكون في وسط المعركة وستحارب بكل قوتها حتى تحافظ على مكانتها في السوق. الأمر نفسه ينطبق عليكم كأصحاب شركات صغيرة وناشئة، حيث ستكونون بحاجة إلى القيام بكل ما تستطيعون القيام به حتى تحصلوا على ما تستحقونه. وبالفعل، فمن السهل جداً وسط هذه المنافسة القوية، الشعور بالتهديد، بخاصةٍ كون غالباً ما لا تمتد فترة حياة الشركات الناشئة أكثر من سنةٍ واحدة.  ولكن في الحقيقة، ليس هناك أي سبب للشعور بذلك، فهناك دائماً طرق متاحة تجعلكم تحاربون بكل قوتكم وتحمون مصالحكم وتنجحون في نهاية المطاف. ولتحقيق ذلك، عليكم التعرّف على المشاكل والمصاعب التي قد تواجهونها وإيجاد الطرق المناسبة لحلها.

خبراء أقل وخبرة أصغر

من المشاكل الأساسية التي من الممكن أن تواجهونها هي تلك التي تتعلق بالموظفين، حيث أن الشركات الكبيرة تمتلك القدرة على توظيف عدد كبير من الموظفين بهدف خلق التنوّع والابتكار، فمهما كانت فكرتكم مبتكرة وفريدة، سيكون دائماً للشركات الكبيرة عروض أكثر من التي تقدمونها، كما وقد تتمتع منتجاتها بميزاتٍ أفضل، وبسبب انتشار علامتها التجارية، سيميل المستهلك إجمالاً إليها لأن الأمر سيشعره بالأمان.

وأمام هذه الحقائق، يبدو وكأنه من الأفضل منافسة هذه الشركات من جبهةٍ مختلفة. قوموا بتعيين متعاقدين وعمال مستقلين لدعم أعمال الشركة وتطوير الابتكار فيها والاستفادة من تنوّع الخبرات.

قيود العرض

تتمتع الشركات الكبيرة بعلاقاتٍ كثيرة مع مختلف الموردين وبرأس مال يمكنه تلبية طلبات التوسع في العمل. في المقابل، قد لا تستطيع بعض الشركات الصغيرة فتح مكاتب كثيرة والانتشار نظراً للتكلفة العالية. إن التفاوت في الموارد هو من التحديات الأكبر التي عليكم التغلب عليها.

لحسن الحظ، ليس من المستحيل تحقيق هذا الأمر، فلمجرد أنهم يستطيعون إنفاق أموال أكثر منكم على التوسع أو على الحملات الإعلانية مثلاً، فهذا لا يعني بالضرورة أن استراتيجيتهم أفضل. من هنا، حددوا أهدافكم بشكلٍ منطقي وركزوا على إنهاء عملكم بأفضل الطرق لتحققوا أفضل النتائج، بدلاً من خسارة تركيزكم وتحفيزكم على حساب التفكير بالخطوات التي قد تأتي على تنفيذها الشركات الأخرى الكبيرة.

عدم الظهور

سواء كانت شركتكم على الإنترنت أو تتطلب التنقل من مكانٍ إلى آخر، من الطبيعي ألا تكونوا ظاهرين على الإنترنت كالشركات الكبيرة.

 وبالرغم من قوة الإنترنت، فلا يزال هذا الأمر يحد من قدرتكم، بخاصةٍ في ما يتعلق بالجزء اللوجستي.  ومن الحلول التي يمكنكم اعتمادها، يذكر التسويق الإلكتروني، حيث تسمح معظم أدوات البحث على الشركات المحلية بالظهور والانتشار بين الجمهور. استخدموا ذلك الأمر لمصلحتكم وقوموا بتطوير الموقع الإلكتروني الخاص بشركتكم الناشئة، حتى يصبح متماشياً مع متطلبات محركات البحث “SEO”، الأمر الذي سيعزّز من ظهور الشركة على مواقع البحث الإلكتروني. تجدر الإشارة إلى أنه إذا كان موقع الشركة من بين أفضل 10 نتائج على مواقع البحث، ستزيد نسبة الزيارة إلى موقعكم وستحصلون على ظهورٍ أكبر، ما سيطور دون أي شك أعمال الشركة بشكلٍ عام.

عدمتسليطالضوءعليكمفيالمنشورات

تحقق الشركات الكبيرة أعمالاً ناجحة، وذلك لأنها تطور منتجات يحتاج إليها المستهلك؛ هذه الحقيقة يدركها الصحافيون والمنشورات، لذا يركزون عليها. في المقابل، تجد الشركات الصغيرة نفسها أمام معركة لتسليط التركيز عليها وهذا أمر لا يمكن غض النظر عنه، لأنه من أهم أدوات التسويق لشركتكم الناشئة.

ولكن ولحسن الحظ، ليس من الضروري التركيز على المنشورات والصحف المهمة، فهناك الكثير من المواقع الإلكترونية الناشئة أو المجلات والمنشورات المحلية التي يمكنكم الاستفادة منها ومن العروض التي تقدمها، حيث تساعدكم على بناء سمعة لشركتكم، ما سيجبر المنشورات المهمة والكبيرة على الالتفاف والتنبه لعملكم.

تاريخ ناشىء

من الواضح أن شركتكم الجديدة تملك تاريخ أصغر من الذي تتمتع به الشركات الكبيرة، وذلك لسببٍ بسيط، وهو أنّ شركتكم حديثة العهد. هذا يعني أنه عندما يسعى الأفراد للاطلاع على منتجاتكم، سيكون هناك عدد أقل من الشهادات حول التعامل معكم.  من هنا، اعلموا أن لفريق التسويق الخاص بشركتكم عمل كبير وتحدي صعب عليه اجتيازه.

وكمحاولة للتغلب على هذه المشكلة، يجب أن يركز فريق التسويق على نقاط قوّة الشركة والتي تتماشى مع المنافسة. فإذا كانت منتجات شركتكم أرخص من المنافسين مثلاً، عليه التركيز على السعر، وإذا كانت المنتجات التي تقدمونها أفضل من المنافسين، عليه إذاً التركيز على الجودة.

في النهاية، عندما تكون شركتكم بمواجهة مع الشركات الرائدة والمسيطرة، يجب ألا تفكروا وكأن الأمر معركة، فكلكم تريدون شيئاً من المستهلك، وهذا هو سر الأعمال. كل ما في الأمر هو أنه لكل واحدٍ منكم أدوات يمكنه استثمارها والاستفادة منها، لذا استخدموا ما لديكم، قوموا بالتخطيط لطرق تنفيذ مفيدة عالية الكفاءة، وهكذا تضمنون بأنكم على الطريق الصحيح، ما سيعزز فرصكم بالنجاح والتطور، خطوة بخطوة.