عندما يقرر رجل الأعمال الذكي الدخول إلى الأسواق وافتتاح مشروع تجاري جديد، هو يعلم أن الأمر لا يتوقف فقط على تحقيق الأرباح المادية، لا بل يتعداه ليشمل أيضاً تحقيق عمل ناجح ومستدام. إن الأعمال، بغض النظر عن حجمها، أصغيرة ومحلية كانت أم ضخمة وتوازي ملايين الدولارات، تعمل بهدفٍ واحد، وهو جعل العميل يعود إليها. إن العمل المستمر هو أساس كل مشروع، وهو مبني على أساس بناء علاقات جيدة. وهنا يكمن السر، فبناء العلاقات لا يقتصر فقط على طرق الترحيب بالآخر أو التحدث معه، بل هو عملية مستمرة تبدأ بالتفاعل الأول ولا تتوقف، فيهم الشركة التجارية دائماً تحقيق أعمال مستقبلية مع العميل. والعمل المستمر يتحقق عبر خطواتٍ عدة تتجلى بالتالي:

• كن صريحاً من الأول عن طبيعة عملك وما يمكنك تقديمه للعميل. لا يمكنك اعتماد نمط الخداع إذا كنت تطمح لبناء علاقات تجارية متينة. إن العملاء الدائمين يثقون بمن يتعاملون معهم، لذا من المهم أن تحترم هذه الثقة. • ابدأ بنقطة مشتركة بينك وبين العميل. اعتمد على التواصل المباشر وأعرب عن المنافع المتبادلة التي يمكنك تحقيقها عبر العمل مع العميل. وفي حال كنت تعمل مباشرةٍ مع زبونٍ، يمكنك تطوير العلاقة التي تربطكما عبر السؤال عن عائلته وخطط تمضية الإجازة أو طرح أي موضوع مشابه. حول عميلك إلى صديق. • إنشاء المصداقية عبر اعتماد الاحتراف. اظهر بأنه يمكن فعلاً الاعتماد عليك والوثوق بك كونك تحت رعاية منظمات تجارية معروفة، كغرفة التجارة المحلية والجمعيات المهنية المحترفة وذات السمعة المعروفة أو تتبع برامج تعليمية من شأنها تطوير معرفتك في المجال الذي تعمل فيه والخدمات التي توفرها، كما وتطور معرفتك التجارية بشكلٍ عام. وفي حالٍ كان عليك الحصول على أي تراخيص متخصصة من هيئات رقابية ذات سمعة رائدة، لا تتأخر أبداً في الحصول عليها، كونها من أبرز الأمور التي سيبحث عنها العميل أو يسألك عنها. • في حال كنت تسعى لأن تجعل عملائك مخلصين لعلامتك التجارية، عليك أن تكون مستعداً لإظهار الولاء لهم بدورك. في حال توصلت لمعرفة أي معلومة شخصية عن عملائك نتيجة العلاقة التجارية التي تجمعكما، عليك المحافظة على سريتها وعدم الكشف عنها أبداً في المستقبل. لا تناقش أو تثرثر عن عملائك أمام زملائك في العمل أو مع عملاء آخرين، فأنت لن تثرثر أبداً عن صديق لك، ويستحق عميلك الاحترام نفسه. • ساعد عملائك على تحقيق أهدافهم، حتى لو لم يكن هناك أي استفادة لك. حول عملائك إلى مصدر آخر موثوق به في حال لم تستطع تلبية احتياجاتهم. استخدم وشارك معرفتك لتصبح مهماً بالنسبة لهم، ما سيجعلهم يعودون إليك بشكلٍ دائم. • كن شجاعاً واتخذ خطوةً إلى الأمام لتصبح العلاقة أكثر شخصية. إذا كانت شركتك تشارك في معارض، أو أحداثٍ مماثلة، تأكد من أن عملائك على لائحة المراسلة. ومن المؤكد بأنك ستطور العلاقة بينكما بشكلٍ أفضل إذا ما تناقشتم في أمور غير تجارية وأنتم تشربون القهوة مثلاً، مقارنةً بما إذا كنتم مثلاً تتابعون منهج عملي ومهني فقط. • وبطريقةٍ مشابهة، إذا كانت شركتك تقدم منافع كالمشاركة في أحداثٍ رياضية أو تقديم القمصان والقبعات الخاصة بالشركة، فلا تنسى تقديم البعض إلى عملائك. تأكد فقط بأن عميلك في موقع يقبل فيه الهدايا منك، كون البعض منهم قد يضطر إلى رفضها، نظراً للحدود المهنية بينكما. • لا تتوقع الكثير. من المرجح أنك تعتقد أن العميل دائماً على حق، لكن العميل كغيره إنسان، وبالتالي يمكنه الوقوع في الخطأ، أو الحصول على معلومات خاطئة، أو أن يكون ذات أداء مستفز ربما، لكن بالرغم من كل هذا، فهو يبقى عميل. إذا كنت تسعى لبناء علاقة طويلة المدى معه، عليك تفهمه، بناء علاقة حيثما تتفقان والتأسيس لبناء علاقة متينة في المستقبل.

في النهاية، لا يتم بناء العلاقات المتينة مع العملاء خلال ليلة وضحاها، فالأمر يتطلب التزام حقيقي ونظرة طويلة المدى. إن قوة العمل ونموها تعتمد في الحقيقة على الموظفين وقدرتهم على فهم أهمية بناء العلاقات والعمل على تحقيق هذا الهدف في كل يومٍ من أيام العمل.