إذا كنت رجل أعمال أو قيادي أو موظف يسعى لتقديم الأفضل خلال مسيرته المهنية، فإن الشخصية التي ستؤديها ستؤثر مباشرةً على عملك. وصحيح أن الجميع يسعى لإنتاج عملٍ ناجح ومستدام، ولكن ما الذي يميز القائد الفريد؟ من السهل جداً إعطاء الأوامر، لكن الأمر يتطلب أكثر من هذا حتى تزدهر أعمالك. ففي الحقيقة، إن القائد الحقيقي يعلم أن الأمر يتعلق بخدمة الموظفين والعملاء أكثر من إعطاء الأوامر. ستجد أدناه اقتراحات عدة تتعلق بكيفية بناء علاقاتك مع الموظفين والعملاء حتى تتمكن من تطوير عملك.

كن مثالاً رائعاً هل تريد أن يعمل موظفيك بجدية؟ إذاً قم بتنفيذ أعمالك بجدية أكبر. هل تتوقع أن يأتي الموظفين إلى العمل على الوقت وأن يبقوا لساعات إضافية إذا تطلب الأمر؟ تأكد من أنك على أتم الاستعداد للقيام بالأمر نفسه. فالإنسان ومنذ ولادته يتعلم من الأمثلة التي تحاوطه. من هنا، إذا تريد أن ينجح موظفيك في كل ما يقومون به، قم بقيادة الأمر.

طور علاقات قوية ومتينة ما الذي يؤدي إلى عودة العملاء في كل أسبوع وما الذي يجعل الموظفين يخلصون لعملهم على مر السنوات؟ بالرغم من حقيقة أن الأسعار المتدنية والأجور المرتفعة تعتبر من المحفزات الأقوى، فهي لا تكفي! إن العلاقات القوية هي التي تبقي الموظفين والعملاء مخلصين ليس لعلامتك التجارية وحسب، بل لك أيضاً، حيث أن الأمر يتعلق بكيف تجعلهم يشعرون. خذ وقتك الكامل في الاستثمار في حياتهم وستحصل في النهاية على علاقات طويلة الأمد. خذ المبادرة بالتعرف على موظفيك وعملائك شخصياً، ولا تستغرب إذا احتجت في بعض الأوقات إلى كتيب تدون عليه بعض الملاحظات والمعلومات المتعلقة بالأفراد. احرص على إعلامهم بأنك تتذكرهم، وفي المقابل لن ينسوك أبداً.

كن مستمعاً جيداً إن جزءاً كبيراً من بناء العلاقات القوية يعتمد على أن تكون مستمعاً جيداً. فالاستماع يعني في أغلب الأوقات بأنك تعير الانتباه إلى ما يقولونه أي إلى إحساسهم، رغباتهم، متطلباتهم والأمور التي يواجهونها. إلى جانب ذلك، إن الاستماع إلى الآخرين قد يعطيك بعض الأفكار الأساسية التي ستحتاج إليها لتحسين نمط العمل، فالآخرين قد يرون الأمور بطريقة مختلفة عنك، الأمر الذي سيكون ذات قيمة كبيرة لك.

توفير خدمة عملاء متميزة في عالم مليء بالمعاملات السيئة، ينتظر العملاء رؤية وجه مبتسم وشخصية ودية. من هنا، لن يفيد عملك شيئاً بقدر ما قد يفيد أن تدرب موظفيك على فكرة أن "العملاء هم الأولوية قبل كل شيءٍ آخر". ومن الضروري دائماً أن تتقدم بخطوة عن توقعات عملائك، بغض النظر عن نوع العمل الذي تديره.

اكتشف ماذا يريدون كيف يمكنك إذاً مفاجئة عملائك؟ اكتشف ما يهمهم بالفعل وقم بتوفير هذا الأمر بعد ذلك. في هذا الإطار، تعتبر الدراسات الاستقصائية، صناديق الاقتراحات والتعليقات على منصات التواصل الاجتماعي من الأدوات التي قد تخدمك في هذا الإطار، لكن الطريقة الأفضل تبقى بأن تسأل عملائك عن احتياجاتهم بطريقةٍ مباشرة.

أظهر لهم بأنك مهتم فعلاً أظهر لعملائك كم هم مهمين لك وذلك عبر توفيرهم بتخفيضات خاصة ومكافآت عند تحويل عميل جديد لك. إلى جانب ذلك، فإن تقديم منتجات في مناسبات خاصة تحسن وتطور علامتك التجارية، كما وتزيد من وفاء عملائك. فكر في الاحتفال مع موظفيك بعطلةٍ رسمية عبر تنظيم حفلة شواء أو تقديم تذاكر إلى حفلٍ أو حدثٍ مرتقب أو قم بأي شيء، لكن تأكد من أنك تظهر لهم بأنك مهتم بهم بالفعل.

اجعل من التدريب أولوية إن الطريقة الأفضل لتحقيق العمل بانسجامٍ تام هو عبر توفير التدريب المستمر. فإن توفير الدروس المعمقة لموظفيك سيزيد من الكفاءة ويطور من قدرات الفريق المعنوية، كما وسيحسن العلاقات ويقلل المناقشات. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذا الأمر أيضاً تحقيق المرونة والتنوع في العمل، نتيجة كل التغييرات غير المتوقعة التي قد تنشأ على مر السنوات.

في النهاية، عليك أن تكون شغوفاً، مليئاً بالطاقة والحماس والإرادة. اعمل بجهدِ لتوفير موظفيك بكل الأدوات التي يحتاجون إليها حتى يتمكنوا من تنفيذ كل واجباتهم والطمح إلى تنفيذ أهداف مهنية محترفة. تذكر أنه يجب معاملة كل عميل باحترام وكرامة وابقي في رأسك أن مفتاح نجاح عملك هو في الحقيقة "أنت".